ولما كان الله - سبحانه وتعالى - هو المالك التام الملك؛ فهو ذو التصرف المطلق؛ الذي لا يجب عليه شيء؛ ولا يقبح منه شيء; أشار إلى ذلك بقوله - ملقنا لهم؛ مكررا صفة الإحسان؛ تنبيها على مزيد الابتهال؛ والتضرع؛
[ ص: 160 ] والتخضع؛ والتخشع -:
ربنا وآتنا ما وعدتنا ؛ ثم أشار إلى صدق هذا الوعد بحرف الاستعلاء؛ الدال على الالتزام؛ والوجوب؛ فقال:
على رسلك ؛ أي: من إظهار الدين؛ والنصر على الأعداء؛ وحسن العاقبة؛ وإيراث الجنة؛ في مثل قوله (تعالى):
وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات ؛ وفي الدعاء بذلك إشارة إلى أنه لا يجب على الله - سبحانه وتعالى - شيء؛ ولو تقدم به وعده الصادق؛ وإن كنا نعتقد أنه لا يبدل القول لديه؛
ولا تخزنا يوم القيامة ؛ أي: بالمؤاخذة بالسيئات؛ ثم أرشدهم إلى الإلهاب؛ والتهييج؛ مع التنبيه على ما نبه عليه أولا؛ من أنه لا يجب عليه شيء؛ بقوله - باسطا لهم بلذة المنادمة بالمخاطبة -:
إنك لا تخلف الميعاد