ولما كان الميل متعبا لمرتكبه؛ أخبرهم أن علة بيانه للهداية؛ وإرادته التوبة؛ الرفق بهم؛ فقال:
يريد الله ؛ أي: وهو الذي له الجلال؛ والجمال؛ وجميع العظمة؛ والكمال؛
أن يخفف عنكم ؛ أي: يفعل في هذا البيان؛ وهذه الأحكام؛ فعل من يريد ذلك؛ فيضع عنكم الآصار التي كانت على من كان قبلكم؛ الحاملة على الميل؛ ويرخص لكم في
[ ص: 258 ] بعض الأشياء؛ كنكاح الأمة - على ما تقدم -؛ ودل على علة ذلك بالواو العاطفة; لأنكم خلقتم ضعفاء؛ يشق عليكم الثقل؛
وخلق الإنسان ؛ أي: الذي أنتم بعضه؛
ضعيفا ؛ مبناه الحاجة؛ فهو لا يصبر عن النكاح؛ ولا غيره من الشهوات؛ ولا يقوى على فعل شيء إلا بتأييد منه - سبحانه.