ثم استأنف الجواب عن ذلك؛ بقوله:
يومئذ ؛ أي: تقوم الأشهاد؛
يود الذين كفروا ؛ أي: ستروا ما تهدي إليه العقول من آياته؛ وبين أنهم مخاطبون بالفروع؛ في قوله:
وعصوا الرسول ؛ بعد ستر ما أظهر من بيناته؛
لو تسوى بهم الأرض ؛ أي: تكون مستوية معتدلة بهم؛ ولا تكون كذلك إلا وقد غيبتهم واستوت بهم؛
[ ص: 284 ] ولم يبق فيها شيء من عوج؛ ولا نتو؛ بسبب أحد منهم؛ ولا شيء من أجسامهم; وإنما ودوا ذلك خوفا مما يستقبلهم من الفضيحة بعتابهم؛ ثم الإهانة بعقابهم.
ولما كان التقدير: "فلا تسوى بهم"؛ عطف عليه قوله:
ولا يكتمون الله ؛ أي: الملك الأعظم؛
حديثا ؛ أي: شيئا أحدثوه؛ بل يفتضحون بسيئ أخبارهم؛ ويحملون جميع أوزارهم؛ جزاء لما كانوا يكتمون من آياته؛ وما نصب للناس من بيناته.