والله ؛ أي: المحيط علمه وقدرته؛
أعلم ؛ أي: من كل أحد؛
بأعدائكم ؛ أي: كلهم؛ هؤلاء وغيرهم؛ بما يعلم من البواطن؛ فمن حذركم منه - كائنا من كان - فاحذروه.
ولما كان كل من قبيلتي
الأنصار قد والوا ناسا من اليهود؛ ليعتزوا بهم؛ وليستنصروهم؛ قال (تعالى) - فاطما لهم عن موالاتهم -:
وكفى ؛ أي: والحال أنه كفى به - هكذا كان الأصل -؛ ولكنه أظهر الاسم الأعظم لتستحضر عظمته؛ فيستهان أمر الأعداء؛ فقال:
بالله وليا ؛ أي: قريبا؛ بعمل جميع ما يفعله القريب الشفيق.
ولما كان الولي قد تكون فيه قوة النصرة؛ والنصير قد لا يكون له شفقة الولي؛ وكانت النصرة أعظم ما يحتاج إلى الولي فيه; أفردها بالذكر؛ إعلاما باجتماع الوصفين؛ مكررا الفعل؛ والاسم الأعظم؛ اهتماما بأمرها؛ فقال:
وكفى بالله ؛ أي: الذي له العظمة كلها؛
نصيرا ؛ أي: لمن والاه؛ فلا يضره عداوة أحد؛ فثقوا بولايته؛ ونصرته دونهم؛ ولا تبالوا بأحد منهم؛ ولا من غيرهم؛ فهو يكفيكم الجميع.