ولما كان السياق لترجمة المراد بكشف الساق، عظم التهويل بقوله:
وما أدراك أي في الزمن الماضي، وقصره لتذهب النفس فيه كل مذهب، أي وأي شيء أعلمك بشيء من الأشياء مع تعاطيك للبحث والمداورة، ثم زاد التحذير منها بقوله على النهج الأول مستفهما والمراد به التفخيم ومزيد التعظيم:
ما الحاقة أي إنها بحيث
[ ص: 340 ] لا يعلم كنهها أحد ولا يدركها ولا يبلغها درايته وكيف ما قدرت [ حالها -] فهي أعظم من ذلك، فلا تعلم حق العلم إلا بالعيان.
وقال الإمام
أبو جعفر ابن الزبير : لما بنيت سورة
ن والقلم على تقريع مشركي
قريش وسائر
العرب وتوبيخهم وتنزيه نبي الله صلى الله عليه وسلم عن شنيع قولهم وقبيح بهتهم، وبين حسدهم وعداوتهم
وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم أتبعت بسورة الحاقة وعدا لهم وبيانا أن حالهم في سوء ذلك المرتكب قد سبق إليه غيرهم
كذبت ثمود وعاد بالقارعة فهل ترى لهم من باقية [
ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرن فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم -] ، و
وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا فسورة الحاقة جارية مجرى هذه الآي المعقب بها ذكر عناد مشركي
العرب ليتعظ بها من رزق التوفيق لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية.