ولما كان الغل لما بعده من العقاب، قال معظما رتبة عقابه في الشدة والهول بالتعبير بأداة التراخي:
ثم الجحيم أي النار العظمى التي تجمح على من يريد دفاعا وتحجم عنها من رآها لأنها في غاية الحمو والتوقد والتغيظ والتشدد
صلوه أي بالغوا في تصليته إياها
[ ص: 369 ] وكرروها لغمسه في النار كالشاة المصلية مرة بعد أخرى [ ولا -] تصلوه في أول أمره غيرها لأنه كان لا يألو جهدا أن يحرق قلوب النصحاء بأشد ما يقدر [ عليه -] من الكلام وغيره، وكان يتعظم على الضعفاء، فناسب أن يصلي أعظم النيران، وعبر أيضا بأداة التراخي لعلو رتبة مدخولها، فقال مؤذنا بعدم الخلاص:
ثم في سلسلة أي عظيمة جدا لا ما هو دونها.