ولما كانت الدنيا والآخرة ضرتين، فكان الإقبال على إحداهما دالا على الإعراض عن الأخرى، قال دالا على إدباره بقلبه:
وجمع أي كل ما كان منسوبا إلى الدنيا.
ولما كانت العادة جارية بأن من كانت الدنيا أكبر همه كان همه بجمعه الاكتناز لا الإنفاق، سبب عن جمعه قوله:
فأوعى أي جعل ما جمعه في وعاء وكنزه حرصا وطول أمل ولم يعط حق الله فيه، فكان همه الإيعاء لا إعطاء ما وجب من الحق إقبالا على الدنيا
[ ص: 400 ] وإعراضا عن الآخرة.