ولما أوجز في جزاء الكافر، أتبعه
جزاء الشاكر وأطنب فيه
[ ص: 136 ] تأكيدا للترغيب، فإن النفوس بعد كسر الوعيد لها تهتز لأدنى وعد وأقله فكيف بأتمه وأجله، فقال مستأنفا مؤكدا لتكذيب الكافر مبينا بذكر الخمر على هذه الصفة أنهم في أنهى ما يكون من رغد العيش لأنه يلزم من شربها جميع مقدماتها ومتمماتها:
إن الأبرار بخصوصهم من عموم الشاكرين جمع بر كأرباب جمع رب، أو بار كأشهاد جمع شاهد، وهم الذين سمت هممهم عن المستحقرات فظهرت في قلوبهم ينابيع الحكمة فأنفقوا من مساكنة الدنيا
يشربون أي ما يريدون شربه
من كأس أي خمر - قاله الحسن وهو اسم لقدح تكون فيه
كان مزاجها أي الذي تمزج به
كافورا أي لبرده وعذوبته وطيب عرفه، وذكر فعل الكون يدل على أن له شأنا في المزج عظيما يكون فيه كأنه من نفس الجبلة لا كما يعهد.