ولما كان لا نعيم أفضل من الشماتة بالعدو لا سيما إذا كانت على أعلى طبقات الشماتة قال تعالى:
فاليوم أي فتسبب عن هذا من فعلهم في دار العمل أنه يكون في دار الجزاء
الذين آمنوا ولو كانوا في أدنى درجات الإيمان
من الكفار خاصة، وهم الراسخون في الكفر من عموم الذين أجرموا، في الحشر والجنة سخرية وهزؤا، فإن الذين آمنوا لا يضحكون من عصاة المؤمنين لو رأوهم يعذبون بل يرحمونهم لاشتراكهم في الدين
يضحكون قصاصا وجزاء حين يرون ما هم فيه من الذل سرورا بحالهم شكرا لله على ما أعطاهم من النجاة من النار والنقمة من أعدائهم، قال أبو صالح: تفتح لهم الأبواب ويقال: اخرجوا، فيسرعون فإذا وصلوا إلى الأبواب غلقت في وجوههم وردوا على أقبح حال، فيضحك المؤمنون - انتهى. ويا لها من خيبة وخجلة
[ ص: 334 ] وسواد وجه وتعب قلب وتقريع نفس من العذاب بالنار وبالشماتة والعار، حال كون الذين آمنوا ملوكا