وأما هو
إذا وأكد على نمط الأول فقال:
ما ابتلاه أي ربه ليظهر صبره أو جزعه.
ولما كان قوله في الأول "فأكرمه ونعمه" كناية عن "فوسع عليه" قابله هنا بقوله:
فقدر أي ضيق تضييق من يعمل الأمر بحساب وتقدير
عليه رزقه فهو كناية عن الضيق كما أن العطاء بغير حساب كناية عن السعة، فجعله بمقدار ضرورته الذي لا يعيش [عادة] بدونه، ولم يجعله فيه فضلا عن ذلك ولم يقل "فأهانه" موضع "قدر عليه" تعليما للأدب معه سبحانه وتعالى [و] صونا لأهل الله عن هذه العبارة لأن أكثرهم مضيق عليه في دنياه، ولأن ترك الإكرام لا ينحصر في كونه إهانة
فيقول أي الإنسان
[ ص: 34 ] [بسبب الضيق]:
ربي أي المربي لي
أهانن فيهتم لذلك ويضيق به ذرعا، ويكون ذلك أكبر همه.