ثم علل ذلك بقوله:
يعدهم ؛ أي: بأن يخيل إليهم بما يصل إلى قلوبهم بالوسوسة؛ في شيء من الأباطيل؛ أنه قريب الحصول؛ وأنه
[ ص: 408 ] لا درك في تحصيله؛ وأنه إن لم يحصل كان في فواته ضرر؛ فيسعون في تحصيله؛ فيضيع عليهم في ذلك الزمان؛ ويرتكبون فيه ما لا يحل من الأهوال؛ والهوان؛
ويمنيهم ؛ أي: يزين لهم تعليق الآمال بما لا يتأتى حصوله؛ ثم بين ذلك بقوله:
وما ؛ أي: والحالة أنه ما
يعدهم ؛ وأظهر في موضع الإضمار؛ تنبيها على مزيد النفرة؛ فقال:
الشيطان ؛ أي: المحترق؛ البعيد عن الخير؛
إلا غرورا ؛ أي: تزيينا بالباطل؛ خداعا؛ ومكرا؛ وتلبيسا؛ إظهارا لما لا حقيقة له - أو له حقيقة سيئة - في أبهى الحقائق؛ وأشرفها؛ وألذها إلى النفس؛ وأشهاها إلى الطبع؛ فإن مادة "غر"؛ و"رغ"؛ تدور على الشرف؛ والحسن؛ ورفاهة العيش؛ فالغرور إزالة ذلك.