ولما ذكر ما للكافرين؛ ترهيبا؛ أتبعه ما لغيرهم؛ ترغيبا؛ فقال:
والذين آمنوا ؛ أي: بوعد لا خلف فيه؛
جنات تجري [ ص: 409 ] وقرب وبعض بقوله:
من تحتها الأنهار ؛ أي: لري أرضها؛ فحيثما أجري منها نهر جرى.
ولما كان الانزعاج عن مطلق الوطن - ولو لحاجة تعرض - شديدا؛ فكيف بهذا؟! قال:
خالدين فيها ؛ ولما كان الخلود يطلق على مجرد المكث الطويل؛ دل على أنه لا إلى آخر؛ بقوله:
أبدا ؛ ثم أكد ذلك بأن الواقع يطابقه؛ وهو يطابق الواقع؛ فقال:
وعد الله حقا ؛ أي: يطابقه الواقع؛ لأنه الملك الأعظم؛ وقد برز وعده بذلك؛ ومن أحق من الله وعدا؛ وأخبر به خبرا صادقا؛ يطابق الواقع؛
ومن أصدق من الله ؛ أي: المختص بصفات الكمال؛
قيلا ؛ وأكثر من التأكيد هنا؛ لأنه في مقابلة وعد الشيطان؛ ووعد الشيطان موافق للهوى الذي طبعت عليه النفوس؛ فلا تنصرف عنه إلا بعسر شديد.