ولما كان الأعداء حال الإغارة يكون مختلفا تارة يمينا [وتارة] شمالا وتارة أماما وتارة وراء بحسب الكر والفر في المصاولة والمحاولة تارة أثر الهارب، وأخرى في مصاولة المقبل المحارب، فينشأ عنها الغبار الكثير لإثارة الهواء له واصطدام بعضه ببعض لتعاكسه بقوة الدفع من قوائمها وما تحركه منه، وكان المقسم به منظورا فيه إلى ذاته ونتيجة القسم منظورا فيها إلى الفعل بادئ بدء مع قطع النظر بالأصالة عن الذات، عطف على اسم الفاعل بعد حله إلى أن وصلتها فقال:
[ ص: 213 ] فأثرن به [أي] بفعل الإغارة ومكانها وزمانها من شدة العدو
نقعا أي غبارا مع الأعناق والصياح والزجر بالعنق حتى صار ذلك الغبار منحبكا ومنعقدا عليها.