ولما كان إقدام الإنسان على الظلم عجبا، فإذا كان يشهد على نفسه بالظلم كان أعجب، قال مؤكدا لما لأكثر الخلق قبل البعث والمحاققة من إنكار كفرانه:
وإنه أي الإنسان
على ذلك أي الكنود العظيم حيث أقدم على مخالفة الملك الأعظم المحسن مع الكفر لإحسانه
[ ص: 216 ] لشهيد لأنه مقر إذا حوقق بأن جميع ما هو فيه من إحسان ربه وبأن ربه نهاه عن المخالفة، أو أنه لا أمر عنده [منه] بما فعل، وأنه لا ينبغي لعاقل أن يتحرك بحركة يمكن أن يكرهها الملك الذي هو في خدمته ولا شيء له إلا منه بغير إذنه، وأنه إن تحرك بغير ذلك كان كافرا لإحسانه مستحقا لعقابه، لا يقدر على إنكار شيء منه.