ولما تقرر بهذا شمول علم من هذا من شأنه؛ وتمام قدرته؛ أنتج قوله - مهددا؛ مخوفا؛ مرهبا -:
إن يشأ يذهبكم ؛ وصرح بالعموم؛ إشارة إلى عموم الإرسال؛ بقوله:
أيها الناس ؛ أي: المتفرعون من تلك النفس الواحدة كافة؛ لغناه عنكم؛ وقدرته على ما يريد منكم؛
ويأت بآخرين ؛ أي: من غيركم؛ يوالونه؛
وكان الله ؛ أي: الواحد الذي لا شريك له؛ أزلا وأبدا؛
على ذلك ؛ أي: الأمر العظيم؛ من الإيجاد؛ والإعدام؛
قديرا ؛ أي: بالغ القدرة؛ وهذا غاية البيان؛ لغناه؛ وكونه حميدا؛ وقاهرا؛ وشديدا؛ وإذا تأملت ختام قوله (تعالى) ؛ في قصة
عيسى - عليه الصلاة والسلام -
[ ص: 430 ] في آخر هذه السورة:
سبحانه أن يكون له ولد ؛ زاد ذلك هذا السر - وهو كونه لا اعتراض عليه - وضوحا.