ولما نهاهم عن فعل المنافقين استأنف بيان جزائهم عنده؛ فقال:
إن المنافقين في الدرك ؛ أي: البطن؛ والمنزل؛
الأسفل من النار ؛ لأن ذلك أخفى ما في النار؛ وأستره؛ وأدناه؛ وأوضعه؛ كما أن كفرهم أخفى الكفر وأدناه؛ وهو أيضا أخبث طبقات النار؛ كما أن كفرهم أخبث أنواع الكفر؛ وفيه أن من السلطان وضع فاعل ذلك في دار المنافقين؛ لفعله مثل فعلهم؛ ومن تشبه بقوم فهو منهم؛ وسميت طبقات النار أدراكا لأنها متداركة؛ متتابعة إلى أسفل؛ كما أن الدرج متراقية إلى فوق.
ولما أخبر أنهم من هذا المحل الضنك؛ أخبر بدوامه لهم؛ على وجه مؤلم جدا؛ فقال:
ولن تجد ؛ أي: أبدا؛
لهم نصيرا ؛ وأشار بالنهي عن موالاتهم؛ وعدم نصرهم؛ إلى ختام أول الآيات المحذرة من الكافرين:
وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا