ولما أخبرنا - في قراءة الرفع - عن أنفسهم بما تمنوا لأجله الرد ، وتضمنت قراءة النصب الوعد ، فإنه كما لو قال قائل : ليت الله يرزقني مالا فأكافئك على صنيعك ، فإنه ينجر إلى : إن رزقني الله مالا كافأتك ، فصار لذلك مما يقبل التكذيب ، أضرب عنه سبحانه تكذيبا لهم بقوله :
بل أي : ليس الأمر كما قالوا ؛ لأن هذا التمني ليس عن حقيقة ثابتة في أنفسهم من محبة مضمونه وثمرته ، بل
بدا أي : ظهر
لهم من العذاب الذي لا طاقة لهم به
ما كانوا يخفون أي : [من] أحوال الآخرة ومرائهم على باطل! ولما كان إخفاؤهم ذلك في بعض الزمان قال :
من قبل أي : يدعون أنه خفي ، بل لا حقيقة له ، ويسترون ما تبديه الرسل من دلائله [عنادا منهم مع أنه أوضح من شمس النهار] بما يلبسون من الهيبة فلذلك تمنوا ما ذكروا
ولو ردوا أي : إلى الدنيا
لعادوا لما نهوا عنه أي : من الكفر
[ ص: 88 ] والفضائح التي كانوا عليها وستر ما اتضح لعقولهم من الدلائل
وإنهم لكاذبون أي : فيما أخبروا به عن أنفسهم من مضمون تمنيهم أنهم يفعلونه لو ردوا ،