ولما كان ذلك كله في مناضلة من كذب الرسل ، وأعرض عما أرسلهم به ربهم من الآيات التي ما منها إلا ما آمن على مثله البشر ، وطلبه منهم ما لا يقدر عليه إلا مرسلهم من الإتيان بغير ما أتوا به من الآيات - بين لهم حقيقة الرسالة إشارة إلى ظلمهم في طلبهم من الرسل ما لا يطلب إلا من الإله ، فقال عاطفا على
ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك وما نرسل أي : بما لنا من العظمة
المرسلين أي : نوجد هذا الأمر في هذا الزمان وكل زمان من الماضي وغيره
إلا مبشرين لمن أطاع
ومنذرين لمن عصى ، عريقين في كل من الوصفين ، لا مجيبين إلى ما يقترح الأمم ، ولا معذبين لمن يعاندهم; ثم سبب عن ذلك غاية الرسالة من النفع والضر فقال :
فمن آمن وأصلح أي : تصديقا لإيمانه
فلا خوف عليهم أي : في الدنيا ولا في الآخرة ، أما في الآخرة فواضح ، وأما في الدنيا
[ ص: 121 ] الفانية فلأن خوفهم فيها يزيد أمنهم في الآخرة الباقية ، فهو إلى فناء ثم إلى سرور دائم ، فهو عدم
ولا هم يحزنون أي : حزنا يضر بحياتهم الأبدية .