ولما كان ربما أوهم تنكيره نقصا فيه ، قال مستأنفا بيانا لكماله وتعظيما لفضله وإفضاله :
ذلك أي : الهدى العظيم الرتبة
هدى الله أي : المستجمع لصفات الكمال
يهدي أي : يخلق الهداية
به أي : بواسطة الإقامة عليه
من يشاء من عباده أي : سواء كان له أب
[ ص: 181 ] يعلمه أو كان له من يحمله على الضلال أولا ; ولما بين فضل الهدى ونص على رؤوس أهله ، تهدد من تركه كائنا من كان ، فقال مظهرا لعز الإلهية بالغنى المطلق منزها نفسه عما لوحظ فيه غيره ولو بأدنى لحظ :
ولو أشركوا أي : هؤلاء الذين ذكرنا من مدحهم ما سمعت وبينا من اختصاصنا لهم ما علمت - شيئا من شرك وقد أعاذهم الله من ذلك ، وأقام بهم معوج المسالك ، وأنار بهم ظلام الأرض بطولها والعرض
لحبط عنهم أي : فسد وسقط
ما كانوا يعملون أي : وإن كان في غاية الإتقان بقوانين العلم ،