ولما كان التذكر] عند الآيات لا يكون إلا من أهل العنايات في طرق الهدايات - قال مرغبا في التذكر فإنه سبب الفيض الإلهي على القلوب المهيأة له :
لهم أي : المتذكرين
دار السلام أي : الجنة ، أضافها - سبحانه - إليه ؛ زيادة في الترغيب فيها ، وخص هذا الاسم الشريف لأنه لا يلم بها شيء من عطب ولا خوف ولا نصب ; ثم زاد الترغيب فيها بقوله :
عند ربهم أي : [في] ضمان المحسن إليهم وحضرته بما هيأهم له ويسره لهم
وهو أي : وحده
وليهم أي : المتكفل بتولي أمورهم ، لا يكلهم إلى أحد سواه ، وهذا يدل على قربه منهم ،
[ ص: 266 ] والعندية تدل على قربهم منه لما شرح من صدورهم بالتوحيد; ولما كان ذلك ربما قصر على التذكر ، بين أن المراد منه التأدية إلى الأعمال فإنها معيار الصدق وميزانه فقال :
بما أي : بسبب ما
كانوا أي : كما جبلهم عليه ، فما كان ذلك إلا بفضله
يعملون