ولما بين - سبحانه - أن لأحد الفريقين دار السلام ، والآخر دار الملام - قال جامعا للفريقين عاطفا على قوله
لهم دار السلام عند ربهم ولكل أي : [عامل من] الفريقين صالح أو طالح [في قبيلي الجن والإنس] في الدارين
درجات أي : يعليهم الله بها
مما أي : من أجل ما
عملوا ودركات يهويهم فيها كذلك .
ولما تقدم أنه تعالى لا يهلك المجرمين إلا بعد الإعذار إليهم ، وتضمن ذلك إمهالهم ، وختم أحوالهم بأنهم موضع لثبوت الغفلة ودوامها - نفى أن يسلم شيء من ذلك بجناب عظمته على وجه أثبت له ذلك إحاطة العلم بجميع أعمالهم ، فقال :
وما ربك أي : المحسن إليك بإعلاء أوليائك وإسفال أعدائك ، وأغرق في النفي لإثبات مزيد العلم فقال :
[ ص: 275 ] بغافل عما يعملون أي : عن شيء يعمله أحد من الفريقين ، بل هو عالم بكل شيء من ذلك وبما يستحقه العامل قادر على جزائه ، فلا يقع في وهم أن الإمهال لخفاء الاستحقاق بخفاء الموجب له ، [فالآية من النصوص في كتابة الصالحين من الجن] .