ولما كان
أكبر الكبائر بعد الشرك القتل تلاه بالتذكير بما أخذ عليهم فيه من العهد ، وقرن به الإخراج من الديار لأن المال عديل الروح والمنزل أعظم المال وهو للجسد كالجسد للروح ، فقال :
وإذ أخذنا ميثاقكم [ ص: 9 ] يا بني إسرائيل
لا تسفكون دماءكم أي : لا يسفك بعضكم دماء بعض ،
ولا تخرجون أنفسكم بإخراج بعضكم لبعض ; لأن المتواصلين بنسب أو دين كالنفس الواحدة ،
من دياركم قال الحرالي : وأصلها ما أدارته العرب من البيوت كالحلقة استحفاظا لما تحويه من أموالها . انتهى .
ولما كانوا قد نكصوا عند حقوق الأمر فلم يقبلوا ما أتاهم من الخير حتى خافوا الدمار بسقوط الطور عليهم أشار إلى ذلك بقوله :
ثم أقررتم أي : بذلك كله بعد لي وتوقف ، والإقرار إظهار الالتزام بما خفي أمره ، قاله الحرالي .
وأنتم تشهدون بلزومه وتعاينون تلك الآيات الكبار الملجئة لكم إلى ذلك ، وقد مضى مما يصدق هذا
[ ص: 10 ] عن التوراة آنفا ما فيه كفاية للموفق ، وسيأتي في المائدة بقيته إن شاء الله تعالى .