ولما كان السؤال يفهم خفاء المسؤول عنه على السائل ، سبب عن ذلك ما يزيل هذا الوهم بقوله مؤذنا بأنه أعلم من المسؤولين عما سألهم عن :
فلنقصن أي : بما لنا من صفات العظمة المستلزمة لكل كمال
عليهم أي : المسؤولين من الرسل وأممهم ، جميع أحوالهم وما يستحقون من جزائها
بعلم أي : مقطوع به لا مظنون ، فقد كنا معهم في جميع تقلباتهم
وما كنا أي : في وقت من الأوقات كما هو مقتضى ما لنا من العظمة
غائبين أي : مطلقا ولا عن أحد من الخلق
[ ص: 359 ] بل علمنا شامل لجميع الكليات والجزئيات لأن ذلك مقتضى العظمة ما لنا من صفات الكمال ،
[ومن لم يكن محيط العلم بأن يميز المطيع من العاصي لا يصح أن يكون إلها] .