ولما كان هذا أمرا ظاهرا ، وكان مجرد التكبر على الله كفرا على أي وجه كان ، أعرض عن جوابه بغير الطرد [الذي معناه نزوله المنزلة الذي موضع ما طلب من علوها] فاستأنف قوله
قال مسببا عن إبائه قوله :
فاهبط منها مضمرا للدار التي كان فيها وهي
[ ص: 366 ] الجنة . فإنها لا تقبل عاصيا ، وعبر بالهبوط الذي يلزم منه سقوط المنزلة دون الخروج ؛ لأن مقصود هذه السورة الإنذار وهو أدل عليه ، وسبب عن أمره بالهبوط [الذي معناه النزول والحدور والانحطاط والنقصان والوقوع في شيء منه] قوله :
فما يكون أي : يصح ويتوجه بوجه من الوجوه
لك أن تتكبر أي : تتعمد الكبر [وهو الرفعة في الشرف والعظمة والتجبر] ، ولا مفهوم لقوله :
لك ولا لقوله
فيها لوجود الصرائح بالمنع من الكبر مطلقا
إنه لا يحب المستكبرين كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر قال الذين استكبروا إنا كل فيها وإنما قيد بذلك تهويلا للأمر ، فكأنه قيل : لا ينبغي التكبر إلا لنا ، وكلما قرب الشخص من محل القدس الذي هو مكان المطيعين المتواضعين جل تحريم الكبر عليه
nindex.php?page=hadith&LINKID=664291لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل كبر رواه
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم وغيره عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود - رضي الله عنه - وسبب عن كونها لا تقبل الكبر قوله :
فاخرج أي : من الجنة دار الرضوان ، [فانتقى أن يكون الهبوط من موضع عال من الجنة إلى موضع منها أحط منه] ، ثم علل أمره بالهبوط والخروج بقوله مشيرا إلى أن كل من أظهر الاستكبار ألبس الصغار :
إنك من الصاغرين أي : الذين هم أهل للطرد والبعد والحقارة والهوان.