آ. (156) قوله تعالى:
هدنا : العامة على ضم الهاء، من هاد يهود بمعنى مال، قال:
2313 - قد علمت سلمى وجاراتها أني من الله لها هائد
أو تاب، من قوله:
2314 - إني امرؤ مما جنيت هائد . . . . . . . . . . . . . . .
[ ص: 477 ] ومن كلام بعضهم:
"يا راكب الذنب هدهد واسجد كأنك هدهد".
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي وأبو وجزة "هدنا" بكسر [الهاء] من هاد يهيد أي حرك. وقد أجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري في هدنا وهدنا بالضم والكسر أن يكون الفعل مبنيا للفاعل أو للمفعول في كل منهما بمعنى ملنا أو أمالنا غيرنا، أو حركنا نحن أنفسنا أو حركنا غيرنا وفيه نظر، لأن بعض النحويين قد نص على أنه متى ألبس وجب أن يؤتى بحركة مزيلة للبس فيقال في "عقت" من العوق إذا عاقك غيرك: "عقت" بالكسر فقط أو الإشمام، وفي بعت يا عبد إذا قصد أن غيره باعه: "بعت" بالضم فقط أو الإشمام، ولكن
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه جوز في قيل وبيع ونحوهما الأوجه الثلاثة من غير احتراز.
و "هي" ضمير يفسره سياق الكلام إذ التقدير: إن فتنتهم إلا فتنتك. وقيل: يعود على مسألة الإراءة من قوله:
أرنا الله جهرة أي: إن مسألة الرؤية.
قوله:
عذابي أصيب مبتدأ وخبره. والعامة على "من أشاء" بالشين المعجمة. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=16248وطاوس وعمرو بن فائد: "أساء" بالمهملة من الإساءة. قال
nindex.php?page=showalam&ids=12111الداني: "لا تصح هذه القراءة عن
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ولا عن
nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس، [ ص: 478 ] وعمرو بن فائد رجل سوء، وقرأها يوما
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة واستحسنها، فقام إليه
عبد الرحمن المقرئ فصاح به وأسمعه فقال
سفيان: "لم أفطن لما يقول أهل البدع". قلت: يعني
عبد الرحمن أن
المعتزلة تعلقوا بهذه القراءة في أن فعل العبد مخلوق له، فاعتذر
سفيان عن ذلك.