صفحة جزء
آ. (168) قوله تعالى: أمما : إما حال من مفعول "قطعناهم"، وإما مفعول ثان على ما تقدم من أن قطع تضمن معنى صير. و "منهم الصالحون" صفة لأمم. وقال أبو البقاء: "أو بدل منه، أي: من أمم"، يعني أنه حال من مفعول "قطعناهم" أي: فرقناهم حال كونهم منهم الصالحون.

قوله: ومنهم دون ذلك . "منهم" خبر مقدم، و "دون ذلك" نعت لمنعوت محذوف هو المبتدأ، والتقدير: ومنهم ناس أو قوم دون ذلك. قال الزمخشري: معناه: ومنهم ناس منحطون عن الصلاح، ونحوه: وما منا إلا له مقام معلوم بمعنى: ما منا أحد إلا له مقام معلوم، يعني في كونه حذف الموصوف وأقيم الجملة الوصفية مقامه، كما قام مقامه الظرف الوصفي. والتفصيل بـ "من" يجوز فيه حذف الموصوف وإقامة الصفة مقامه [ ص: 502 ] كقولهم: "منا ظعن ومنا أقام". وقال ابن عطية: فإن أريد بالصلاح الإيمان فـ "دون" بمعنى "غير" يراد به الكفرة. قال الشيخ: إن أراد أن "دون" ترادف غيرا فليس بصحيح، وإن أراد أنه يلزم أن من كان دون شيء أن يكون غيرا له فصحيح.

و "ذلك" إما أن يشار به إلى الصلاح، وإما أن يشار به إلى الجماعة، فإن أشير به إلى الصلاح فلا بد من حذف مضاف ليصح المعنى تقديره: ومنهم دون أهل ذلك الصلاح ليعتدل التقسيم، وإن أشير به إلى الجماعة أي: ومنهم دون أولئك الصالحين فلا حاجة إلى تقدير مضاف لاعتدال التقسيم بدونه. وقال أبو البقاء: ودون ذلك ظرف أو خبر على ما ذكرنا في قوله لقد تقطع بينكم . وفيه نظر من حيث إن "دون" ليس بخبر.

التالي السابق


الخدمات العلمية