آ. (189) قوله تعالى:
حملا : المشهور أن الحمل بالفتح ما كان في بطن أو على رأس شجرة، وبالكسر ما كان على ظهر أو رأس [غير] شجرة. وحكى
أبو سعيد في حمل المرأة: حمل وحمل. وحكى
nindex.php?page=showalam&ids=17379يعقوب في حمل النخلة الكسرة. والحمل في الآية يجوز أن يراد به المصدر فينتصب انتصابه، وأن يراد به نفس الجنين، وهو الظاهر، فينتصب انتصاب المفعول به كقولك: حملت زيدا.
قوله:
فمرت الجمهور على تشديد الراء ومعناه: استمرت به، أي: قامت وقعدت. وقيل: هو على القلب، أي: فمر بها، أي استمر ودام.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=11873وأبو العالية nindex.php?page=showalam&ids=17344ويحيى بن يعمر وأيوب "فمرت" خفيفة
[ ص: 534 ] الراء، وفيها تخريجان، أحدهما: أن أصلها التشديد، ولكنهم كرهوا التضعيف في حرف مكرر فتركوه، وهذا كقراءة "وقرن" بفتح القاف إذا جعلناه من القرار. والثاني: أنه من المرية وهو الشك، أي: فشكت بسببه أهو حمل أم مرض؟
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص والجحدري: "فمارت" بألف وتخفيف الراء. وفيها أيضا وجهان، أحدهما: أنها من مار يمور، أي جاء وذهب، ومارت الريح، أي: جاءت وذهبت وتصرفت في كل وجه، ووزنه حينئذ فعلت والأصل مورت، ثم قلبت الواو ألفا فهو كطافت تطوف. والثاني: أنها من المرية أيضا قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري وعلى هذا فوزنه فاعلت والأصل: ماريت كضاربت، فتحرك حرف العلة وانفتح ما قبله فقلب ألفا، ثم حذفت لالتقاء الساكنين فهو كبارت ورامت.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك "فاستمرت به" وهي واضحة. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=34أبي "فاستمارت" وفيها الوجهان المتقدمان في "فمارت"، أي: أنه يجوز أن يكون من المرية، والأصل "استمريت"، وأن يكون من المور والأصل: استمورت.
قوله:
أثقلت ، أي: صارت ذا ثقل كقولهم: ألبن الرجل وأتمر، أي :
[ ص: 535 ] صار ذا لبن وتمر. وقيل: دخلت في الثقل، كقولهم: أصبح وأمسى، أي: دخلت في الصباح والمساء. وقرئ "أثقلت" مبنيا للمفعول.
قوله:
دعوا الله متعلق الدعاء محذوف لدلالة الجملة القسمية عليه، أي: دعواه في أن يؤتيهما ولدا صالحا.
وقوله:
لئن آتيتنا هذا القسم وجوابه فيه وجهان، أظهرهما: أنه مفسر لجملة الدعاء كأنه قيل: فما كان دعاؤهما؟ كان دعاؤهما كيت وكيت، ولذلك قلت: إن هذه الجملة دالة على متعلق الدعاء. والثاني: أنه معمول لقول مضمر تقديره: فقالا: لئن آتيتنا. و
"لنكونن" جواب القسم، وجواب الشرط محذوف على ما تقرر. و
"صالحا" فيه قولان أظهرهما: أنه مفعول ثان، أي: ولدا صالحا. والثاني - وبه قال
nindex.php?page=showalam&ids=17141مكي-: أنه نعت مصدر محذوف، أي: إيتاء صالحا. وهذا لا حاجة إليه لأنه لا بد من تقدير الموتى لهما.