آ. (196) قوله تعالى:
إن وليي الله : العامة على تشديد "وليي" مضافا لياء المتكلم المفتوحة وهي قراءة واضحة. أضاف الولي إلى نفسه.
[ ص: 543 ] وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو في بعض طرقه: "إن ولي" بياء واحدة مشددة مفتوحة، وفيها تخريجان أحدهما: قال
nindex.php?page=showalam&ids=12095أبو علي: إن ياء فعيل مدغمة في ياء المتكلم، وإن الياء التي هي لام الكلمة محذوفة، ومنع من العكس. والثاني: أن يكون "ولي" اسمها وهو اسم نكرة غير مضاف لياء المتكلم والأصل: إن وليا الله، فوليا اسمها والله خبرها، ثم حذف التنوين لالتقاء الساكنين كقوله:
2363 - فالفيته غير مستعتب ولا ذاكر الله إلا قليلا
وكقراءة من قرأ:
قل هو الله أحد الله الصمد . ولم يبق إلا الإخبار عن نكرة بمعرفة وهو وارد، قال الشاعر:
2364 - وإن حراما أن أسب مجاشعا بآبائي الشم الكرام الخضارم
وقرأ
الجحدري في رواية: "إن ولي الله" بكسر الياء مشددة، وأصلها أنه سكن ياء المتكلم فالتقت مع لام التعريف، فحذفت لالتقاء الساكنين وبقيت الكسرة تدل عليها نحو: إن غلام الرجل. وقرأه في رواية أخرى: "إن ولي الله" بياء مشددة والجلالة بالجر، نقلها عنه
nindex.php?page=showalam&ids=12111أبو عمرو الداني، أضاف الولي إلى الجلالة. وذكر
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش وأبو حاتم هذه القراءة عنه، ولم يذكرا نصب الياء. وخرجها الناس على ثلاثة أوجه، الأول قول
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش وهو أن
[ ص: 544 ] يكون ولي الله اسمها، والذي نزل الكتاب خبرها، والمراد بالذي نزل الكتاب
جبريل، يدل عليه قوله تعالى
نزل به الروح الأمين ،
قل نزله روح القدس إلا أن
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش قال في قوله
"وهو يتولى الصالحين" هو من صفة الله قطعا لا من صفة
جبريل، وفي تحتم ذلك نظر. والثاني: أن يكون الموصوف بتنزيل الكتاب هو الله تعالى، والمراد بالموصول النبي صلى الله عليه وسلم ويكون ثم عائد محذوف لفهم المعنى، والتقدير: إن ولي الله النبي الذي نزل الله الكتاب عليه، فحذف "عليه" وإن لم يكن مشتملا على شروط الحذف لكنه قد جاء قليلا كقوله:
2365 - وإن لساني شهدة يشتفى بها وهو على من صبه الله علقم
أي: صبه الله عليه. وقال آخر:
2366 - فأصبح من أسماء قيس كقابض على الماء لا يدري بما هو قابض
أي: بما هو قابض عليه. وقال آخر:
2367 - لعل الذي أصعدتني أن يردني إلى الأرض إن لم يقدر الخير قادره
أي: أصعدتني به. وقال آخر:
2368 - ومن حسد يجور علي قومي وأي الدهر ذو لم يحسدوني
[ ص: 545 ] وقال آخر:
2369 - فقلت لها لا والذي حج حاتم أخونك عهدا إنني غير خوان
أي: حج إليه. وقال آخر:
2370 - فأبلغن خالد بن عضلة والمرء معني بلوم من يثق
أي: يثق به، وإذا ثبت أن الضمير يحذف في مثل هذه الأماكن وإن لم يكمل شرط الحذف فلهذه القراءة في التخريج المذكور أسوة بها. والثالث: أن يكون الخبر محذوفا تقديره: إن ولي الله الصالح أو من هو صالح، وحذف لدلالة قوله
"وهو يتولى الصالحين" ، وكقوله:
إن الذين كفروا بالذكر أي: معذبون، وكقوله:
إن الذين كفروا ويصدون .