صفحة جزء
آ. (15) قوله تعالى: زحفا : فيه وجهان: أحدهما: أنه منصوب على المصدر، وذلك الناصب له في محل نصب على الحال، والتقدير: إذا لقيتم الذين كفروا زاحفين زحفا، أو يزحفون زحفا. والثاني: أنه منصوب على الحال بنفسه ثم اختلفوا في صاحب الحال فقيل: الفاعل، أي: وأنتم زحف من الزحوف، أي: جماعة، أو وأنتم تمشون إليهم قليلا قليلا على حسب ما يفسر به الزحف وسيأتي. وقيل: هو المفعول أي: وهم جم كثير أو يمشون إليكم. وقيل: هي حال منهما أي: لقيتموهم متزاحفين بعضكم إلى بعض. [ ص: 584 ] والزحف: الدنو قليلا قليلا يقال: زحف يزحف إليه بالفتح فيهما فهو زاحف زحفا، وكذلك تزحف وتزاحف وأزحف لنا عدونا أي: دنوا لقتالنا. وقال الليث: الزحف: الجماعة يمشون إلى عدوهم، قال الأعشى:


2397 - لمن الظعائن سيرهن تزحف مثل السفين إذا تقاذف تجدف



وهذا من باب إطلاق المصدر على العين. والزحف: الدبيب أيضا من "زحف الصبي"، قال امرؤ القيس:


2398 - فزحفا أتيت على الركبتين     فثوبا لبست وثوبا أجر



ويجوز جمعه على زحوف ومزاحف، لاختلاف النوع، قال الهذلي:


2399 - كأن مزاحف الحيات فيه     قبيل الصبح آثار السياط



ومزاحف جمع مزحف اسم المصدر.

قوله: "الأدبار" مفعول لـ "تولوهم".

التالي السابق


الخدمات العلمية