صفحة جزء
آ. (17) قوله تعالى: فلم تقتلوهم : في هذه الفاء وجهان أحدهما وبه قال الزمخشري: أنها جواب شرط مقدر أي: "إن افتخرتم بقتلهم فلم تقتلوهم"، قال الشيخ: "وليست جوابا بل لربط الكلام بعضه ببعض".

قوله: ولكن الله قتلهم قرأ الأخوان وابن عامر "ولكن الله قتلهم" ، "ولكن الله رمى" بتخفيف "لكن" ورفع الجلالة، والباقون بالتشديد ونصب الجلالة. وقد تقدم توجيه القراءتين مشبعا في قوله ولكن الشياطين . وجاءت هنا "لكن" أحسن مجيء لوقوعها بين نفي وإثبات، وقوله: وما رميت إذ رميت نفى عنه الرمي وأثبته له، وذلك باعتبارين: أي: ما رميت على الحقيقة إذ رميت في ظاهر الحال، أو ما رميت الرعب في قلوبهم إذ رميت الحصيات والتراب. وقوله: "وما رميت" هذه الجملة عطف على قوله "فلم تقتلوهم" لأن المضارع المنفي بـ "لم" في قوة الماضي المنفي بـ"ما"، فإنك إذا قلت: "لم يقم" كان معناه ما قام. ولم يقل هنا: فلم تقتلوهم إذ قتلتموهم، كما قال: "إذ رميت" مبالغة في الجملة الثانية.

قوله: وليبلي المؤمنين ، متعلق بمحذوف أي: وليبلي فعل ذلك. [ ص: 587 ] أو يكون معطوفا على علة محذوفة أي: ولكن الله رمى ليمحق الكفار وليبلي المؤمنين. والبلاء في الخير والشر. قال زهير:


2400 - . . . . . . . . . . . . . . . . وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو



والهاء في "منه" تعود على الظفر بالمشركين. وقيل: على الرمي قالهما مكي. والظاهر أنها تعود على الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية