آ. (33) قوله تعالى:
ليعذبهم : قد تقدم الكلام على هذه اللام المسماة لام الجحود. والجمهور على كسرها. وقرأ
أبو السمال بفتحها قال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية عن
أبي زيد: سمعت من
العرب من يقول: "ليعذبهم" بفتح
[ ص: 598 ] اللام، وهي لغة غير معروفة ولا مستعملة في القرآن، قلت: يعني في المشهور منه ولم يعتد بقراءة
أبي السمال. وروى
nindex.php?page=showalam&ids=13492ابن مجاهد عن
أبي زيد فتح كل لام عن بعض
العرب إلا في "الحمد لله". وروى
عبد الوارث عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو فتح لام الأمر من قوله
فلينظر الإنسان إلى طعامه .
وأتى بخبر "كان" الأولى على خلاف ما أتى به في الثانية، فإنه: إما أن يكون محذوفا وهو الإرادة كما يقدره البصريون أي: ما كان الله مريدا لتعذيبهم، وانتفاء إرادة العذاب أبلغ من نفي العذاب، وإما أنه أكده باللام على رأي الكوفيين لأن كينونته فيهم أبلغ من استغفارهم فشتان بين وجوده عليه السلام فيهم وبين استغفارهم.
وقوله:
وأنت فيهم حال، وكذلك
وهم يستغفرون . والظاهر أن الضمائر كلها عائدة على الكفار وقيل: الضمير في "يعذبهم" و "معذبهم" للكفار، والضمير من قوله
"وهم" للمؤمنين. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: "وهم يستغفرون" في موضع الحال، ومعناه نفي الاستغفار عنهم أي: ولو كانوا ممن يؤمن ويستغفر من الكفر لما عذبهم كقوله تعالى:
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون ولكنهم لا يستغفرون ولا يؤمنون ولا يتوقع ذلك منهم. وهذا المعنى الذي ذكره منقول عن
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة وأبي زيد واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير.