[ ص: 46 ] آ . (37) قوله تعالى :
إنما النسيء : في " النسيء " قولان أحدهما : أنه مصدر على فعيل من أنسأ أي أخر ، كالنذير من أنذر والنكير من أنكر . وهذا ظاهر قول
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري فإنه قال : " النسيء تأخير حرمة الشهر إلى شهر آخر " ، وحينئذ فالإخبار عنه بقوله : " وزيادة " واضح لا يحتاج إلى إضمار . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : " النسيء بالهمز معناه الزيادة " . قلت : لأنه تأخير في المدة فيلزم منه الزيادة .
الثاني : أنه فعيل بمعنى مفعول ، من نسأه أي أخره ، فهو منسوء ، ثم حول مفعول إلى فعيل كما حول مفعول إلى فعيل ، وإلى ذلك نحا
nindex.php?page=showalam&ids=11971أبو حاتم والجوهري . وهذا القول رده
nindex.php?page=showalam&ids=12095الفارسي بأنه يكون المعنى : إنما المؤخر زيادة ، والمؤخر الشهر ولا يكون الشهر زيادة في الكفر . وقد أجاب بعضهم عن هذا بأنه على حذف المضاف : إما من الأول أي : إنما إنساء المنسأ زيادة في الكفر ، وإما من الثاني أي : إنما المنسأ ذو زيادة .
وقرأ الجمهور " النسيء " بهمزة بعد الياء . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17274ورش عن
nindex.php?page=showalam&ids=17192نافع " النسي " بإبدال الهمزة ياء وإدغام الياء فيها . ورويت هذه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبي جعفر [ ص: 47 ] nindex.php?page=showalam&ids=12300والزهري وحميد ، وذلك كما خففوا " برية " و " خطية " . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14510السلمي nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة والأشهب وشبل : " النسء " بإسكان السين . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد nindex.php?page=showalam&ids=14510والسلمي nindex.php?page=showalam&ids=16258وطلحة أيضا : " النسوء " بزنة فعول بفتح الفاء ، وهو التأخير ، وفعول في المصادر قليل ، قد تقدم منه أليفاظ في أوائل البقرة ، وتقدم في البقرة اشتقاق هذه المادة ، وهو هنا عبارة عن تأخير بعض الشهور عن بعض قال :
2483 - ألسنا الناسئين على معد شهور الحل نجعلها حراما
وقال الآخر :
2484 - نسؤوا الشهور بها وكانوا أهلها من قبلكم والعز لم يتحول
وقوله :
يضل به قرأ الأخوان
وحفص : " يضل " مبنيا للمفعول ، والباقون مبنيا للفاعل والموصول فاعل به . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=17379ويعقوب nindex.php?page=showalam&ids=16723وعمرو بن ميمون : " يضل " مبنيا للفاعل من أضل . وفي الفاعل وجهان أحدهما : ضمير الباري تعالى أي : يضل الله الذين كفروا . والثاني : أن الفاعل " الذين كفروا " وعلى هذا فالمفعول محذوف أي : يضل الذين كفروا أتباعهم . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12004أبو رجاء " يضل " بفتح الياء والضاد ، وهي من ضللت بكسر اللام أضل بفتحها ، والأصل : أضلل ، فنقلت فتحة اللام إلى الضاد لأجل
[ ص: 48 ] الإدغام . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12354النخعي nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن في رواية
محبوب : " نضل " بضم نون العظمة و " الذين " مفعول ، وهذه تقوي أن الفاعل ضمير الله في قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود .
قوله :
يحلونه فيه وجهان أحدهما : أن الجملة تفسيرية للضلال . والثاني : أنها حالية .
قوله :
ليواطئوا في هذه اللام وجهان : أنها متعلقة بيحرفونه .
وهذا مقتضى مذهب البصريين فإنهم يعملون الثاني من المتنازعين . والثاني : أن يتعلق بيحلونه ، وهذا مقتضى مذهب الكوفيين فإنهم يعملون الأول لسبقه . وقول من قال إنها متعلقة بالفعلين معا ، فإنما يعني من حيث المعنى لا اللفظ .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر " ليوطيوا " بكسر الطاء وضم الياء الصريحة . والصحيح أنه ينبغي أن يقرأ بضم الطاء وحذف الياء ؛ لأنه لما أبدل الهمزة ياء استثقل الضمة عليها فحذفها ، فالتقى ساكنان ، فحذفت الياء وضمت الطاء لتجانس الواو .
والمواطأة : الموافقة والاجتماع يقال : تواطؤوا على كذا أي : اجتمعوا عليه ، كأن كل واحد يطأ حيث يطأ الآخر ، ومنه قوله تعالى :
إن ناشئة الليل هي أشد وطئا ، وقرئ وطاء . وسيأتي إن شاء الله .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري " ليواطيوا " بتشديد الياء . هكذا ترجموا قراءته وهي مشكلة حتى قال بعضهم : " فإن لم يرد به شدة بيان الياء وتخليصها من الهمز دون التضعيف ، فلا أعرف وجهها " . وهو كما قال .
[ ص: 49 ] قوله :
" زين " الجمهور على " زين " مبنيا للمفعول ، والفاعل المحذوف هو الشيطان . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي ببنائه للفاعل وهو الشيطان أيضا ، و " سوء " مفعوله .