آ . (61) قوله تعالى :
أذن خير لكم : " أذن " خبر مبتدأ محذوف ، أي : قل هو أذن خير . والجمهور على جر " خير " بالإضافة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=11948وأبو بكر عن
nindex.php?page=showalam&ids=16273عاصم " أذن " بالتنوين ، " خير " بالرفع وفيها وجهان ، أحدهما : أنها وصف لـ " أذن " . والثاني : أن يكون خبرا بعد خبر . و " خير " يجوز أن تكون وصفا من غير تفضيل ، أي : أذن ذو خير لكم ، ويجوز أن تكون للتفضيل على بابها ، أي : أكثر خير لكم . وجوز صاحب " اللوامح " أن يكون " أذن " مبتدأ و " خير " خبرها ، وجاز الابتداء هنا بالنكرة لأنها موصوفة تقديرا ، أي : أذن لا يؤاخذكم خير لكم من أذن يؤاخذكم .
ويقال : رجل أذن ، أي : يسمع كل ما يقال . وفيه تأويلان أحدهما : أنه سمي بالجارحة لأنها آلة السماع ، وهي معظم ما يقصد منه كقولهم للربيئة : عين . وقيل : المراد بالأذن هنا الجارحة ، وحينئذ تكون على حذف مضاف ، أي : ذو أذن . والثاني : أن الأذن وصف على فعل كأنف وشلل ، يقال : أذن يأذن فهو أذن ، قال :
[ ص: 74 ] 2506 - وقد صرت أذنا للوشاة سميعة ينالون من عرضي ولو شئت ما نالوا
قوله :
ورحمة ، قرأ الجمهور : " ورحمة " ، رفعا نسقا على " أذن ورحمة " ، فيمن رفع " رحمة " . وقال بعضهم : هو عطف على " يؤمن " ؛ لأن يؤمن " في محل رفع صفة لـ " أذن " تقديره : أذن مؤمن ورحمة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة nindex.php?page=showalam&ids=13726والأعمش : " ورحمة " بالجر نسقا على " خير " المخفوض بإضافة " أذن " إليه . والجملة على هذه القراءة معترضة بين المتعاطفين تقديره : أذن خير ورحمة . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة : " ورحمة نصبا على أنه مفعول من أجله ، والمعلل محذوف ، أي : يأذن لكم رحمة بكم ، فحذف لدلالة قوله :
قل أذن خير .
والباء واللام في
" يؤمن بالله " " ويؤمن للمؤمنين " معديتان قد تقدم الكلام عليهما في أول هذه الموضوع . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " قصد التصديق بالله الذي هو نقيض الكفر فعدى بالباء ، وقصد الاستماع للمؤمنين ، وأن يسلم لهم ما يقولون فعدى باللام ، ألا ترى إلى قوله :
وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين . ما أنباه عن الباء ، ونحوه :
فما آمن لموسى أنؤمن لك واتبعك الأرذلون آمنتم له . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13438ابن قتيبة : " هما زائدتان ، والمعنى : يصدق الله ويصدق المؤمنين " وهذا قول مردود ، ويدل على عدم الزيادة تغاير الحرف الزائد ، فلو لم يقصد معنى مستقل لما غاير بين الحرفين وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15153المبرد : " " هي متعلقة بمصدر مقدر من الفعل كأنه قال : وإيمانه
[ ص: 75 ] للمؤمنين " . وقيل : يقال : آمنت لك بمعنى صدقتك ، ومنه
وما أنت بمؤمن لنا وعندي أن هذه اللام في ضمنها " ما " فالمعنى : ويصدق للمؤمنين بما يخبرونه به . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء : " واللام في للمؤمنين زائدة دخلت لتفرق بين " يؤمن " بمعنى يصدق ، وبين يؤمن بمعنى يثبت الإيمان " .