[ ص: 263 ] آ . (90) قوله تعالى :
وجاوزنا ببني : قد تقدم الكلام فيه . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن " وجوزنا " بتشديد الواو ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " وجوزنا : من أجاز المكان وجاوزه وجوزه ، وليس من جوز الذي في بيت
الأعشى :
2626 - وإذا تجوزها حبال قبيلة أخذت من الأخرى إليك حبالها
لأنه لو كان منه لكان حقه أن يقال : وجوزنا بني إسرائيل في البحر كما قال :
2627 - ... ... ... ... كما جوز السكي في الباب فيتق
يعني أن فعل بمعنى فاعل وأفعل ، وليس التضعيف للتعدية ، إذ لو كان كذلك لتعدى بنفسه كما في البيت المشار إليه دون الباء .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن " فاتبعهم " بالتشديد ، وقد تقدم الفرق .
قوله :
بغيا وعدوا يجوز أن يكونا مفعولين من أجلهما أي : لأجل البغي والعدو ، وشروط النصب متوفرة ، ويجوز أن يكونا مصدرين في موضع الحال أي : باغين متعدين . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن " وعدوا " بضم العين والدال المشددة ، وقد تقدم ذلك في سورة الأنعام .
[ ص: 264 ] قوله :
حتى إذا غاية لاتباعه .
قوله :
آمنت أنه قرأ الأخوان بكسر إن وفيها أوجه ، أحدها : أنها استئناف إخبار ، فلذلك كسرت لوقوعها ابتداء كلام . والثاني : أنه على إضمار القول أي : فقال إنه ، ويكون هذا القول مفسرا لقوله آمنت . والثالث : أن تكون هذه الجملة بدلا من قوله :
" آمنت " ، وإبدال الجملة الاسمية من الفعلية جائز لأنها في معناها ، وحينئذ تكون مكسورة لأنها محكية بـ " قال " هذا الظاهر . والرابع : أن " آمنت " ضمن معنى القول لأنه قول . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : " كرر المخذول المعنى الواحد ثلاث مرات في ثلاث عبارات حرصا على القبول " يعني أنه قال : " آمنت " ، فهذه مرة ، وقال :
أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل فهذه ثانية ، وقال :
وأنا من المسلمين فهذه ثالثة ، والمعنى واحد " وهذا جنوح منه إلى الاستئناف في " إنه " .
وقرأ الباقون بفتحها وفيها أوجه أيضا ، أحدها : أنها في محل نصب على المفعول به أي : آمنت توحيد ، لأنه بمعنى صدقت . الثاني : أنها في موضع نصب بعد إسقاط الجار أي : لأنه . الثالث : أنها في محل جر بذلك الجار وقد عرفت ما فيه من الخلاف .