آ . (92) قوله تعالى :
آلآن : منصوب بمحذوف أي : آمنت الآن ، أو أتؤمن الآن . وقوله :
" وقد عصيت " جملة حالية ، وقد تقدم نظير ذلك قريبا .
قوله :
ببدنك فيه وجهان ، أحدهما : أنها باء المصاحبة بمعنى مصاحبا لبدنك وهي الدرع ، وفي التفسير : لم يصدقوا بغرقه ، وكانت له درع تعرف
[ ص: 265 ] فألقي بنجوة من الأرض وعليه درعه ليعرفوه ،
والعرب تطلق البدن على الدرع ، قال
عمرو بن معديكرب :
2628 - أعاذل شكتي بدني وسيفي وكل مقلص سلس القياد
وقال آخر :
2629 - ترى الأبدان فيها مسبغات على الأبطال واليلب الحصينا
وقيل : ببدنك أي عريان لا شيء عليه ، وقيل : بدنا بلا روح .
والثاني : أن تكون سببية على سبيل المجاز ؛ لأن بدنه سبب في تنجيته ، وذلك على قراءة
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وابن السميفع " بندائك " من النداء وهو الدعاء أي : بما نادى به في قومه من كفرانه في قوله
ونادى فرعون في قومه فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17379يعقوب " ننجيك " مخففا من أنجاه . وقرأ
أبو حنيفة " بأبدانك " جمعا : إما على إرادة الأدراع لأنه كان يلبس كثيرا منها خوفا على نفسه ، أو جعل
[ ص: 266 ] كل جزء من بدنه بدنا كقوله : " شابت مفارقه " قال :
2630 - ... ... ... ... شاب المفارق واكتسين قتيرا
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود وابن السميفع ويزيد البربري " ننحيك " بالحاء المهملة من التنحية أي : نلقيك بناحية فيما يلي البحر ، وفي التفسير : أنه رماه إلى ساحل البحر كالثور . وهل ننجيك من النجاة بمعنى نبعدك مما وقع فيه قومك من قعر البحر وهو تهكم بهم ، أو من ألقاه على نجوة أي : ربوة مرتفعة ، أو من النجاة وهو الترك أو من النجاء وهو العلامة ، وكل هذه معان لائقة بالقصة . والظاهر أن قوله :
" فاليوم ننجيك " خبر محض . وزعم بعضهم أنه على نية همزة الاستفهام وفيه بعد لحذفها من غير دليل ، ولأن التعليل بقوله
" لتكون " لا يناسب الاستفهام .
و
" لتكون " متعلق بـ
" ننجيك " و
" آية " أي : علامة ، و
" لمن خلفك " في محل نصب على الحال من
" آية " لأنه في الأصل صفة لها .