آ . (17) قوله تعالى :
أفمن كان فيه وجهان ، أحدهما : أنه مبتدأ والخبر محذوف ، تقديره : أفمن كان على هذه الأشياء كغيره ، كذا قدره
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء ، وأحسن منه " أفمن كان كذا كمن يريد الحياة الدنيا وزينتها " ، وحذف المعادل الذي دخلت عليه الهمزة كثيرة نحو :
أفمن زين له سوء عمله أمن هو قانت إلى غير ذلك . وهذا الاستفهام بمعنى التقرير . الثاني : - وإليه نحا
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري - أن هذا معطوف على شيء محذوف قبله ، تقديره : أمن كان يريد الحياة الدنيا وزينتها كمن كان على بينة ، أي : لا يعقبونهم في المنزلة ولا يقاربونهم ، يريد أن بين الفريقين تفاوتا ، والمراد من آمن من اليهود
nindex.php?page=showalam&ids=106كعبد الله بن سلام ، وهذا
[ ص: 300 ] على قاعدته من تقديره معطوفا بين همزة الاستفهام وحرف العطف ، وهو مبتدأ أيضا ، والخبر محذوف كما تقدم تقريره .
قوله :
ويتلوه اختلفوا في هذه الضمائر ، أعني في " يتلوه " ، وفي " منه " ، وفي " قبله " : فقيل : الهاء في " يتلوه " تعود على " من " ، والمراد به النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الضميران في " منه " و " قبله " والمراد بالشاهد لسانه عليه السلام ، والتقدير : ويتلو ذلك الذي على بينة ، أي : ويتلو
محمدا - أي صدق
محمد - لسانه ، ومن قبله ، أي قبل
محمد . وقيل : الشاهد هو
جبريل ، والضمير في " منه " لله تعالى ، و " من قبله " للنبي . وقيل : الشاهد الإنجيل و
" كتاب موسى " عطف على " شاهد " ، والمعنى أن التوراة والإنجيل يتلوان
محمدا في التصديق ، وقد فصل بين حرف العطف والمعطوف بقوله : " من قبله " ، والتقدير : شاهد منه ، وكتاب
موسى من قبله ، وقد تقدم الكلام على الفصل بين حرف العطف والمعطوف مشبعا في النساء .
وقيل : الضمير في " يتلوه " للقرآن وفي " منه "
لمحمد عليه السلام . وقيل :
لجبريل ، والتقدير : ويتلو القرآن شاهد من
محمد وهو لسانه ، أو من
جبريل . والهاء في " من قبله " أيضا للقرآن . وقيل : الهاء في " يتلوه " تعود على البيان المدلول عليه بالبينة . وقيل : المراد بالشاهد إعجاز القرآن ، فالضمائر الثلاثة للقرآن . وهذا كاف ، ووراء ذلك أقوال مضطربة غالبها يرجع لما ذكرت .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15097محمد بن السائب الكلبي " كتاب موسى " بالنصب وفيه
[ ص: 301 ] وجهان ، أحدهما - وهو الظاهر - أنه معطوف على الهاء في " يتلوه " ، أي : يتلوه ويتلو كتاب
موسى ، وفصل بالجار بين العاطف والمعطوف . والثاني : أنه منصوب بإضمار فعل . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء : وقيل : تم الكلام عند قوله " منه " و " كتاب موسى " ، أي : ويتلو كتاب
موسى " فقدر فعلا مثل الملفوظ به ، وكأنه لم ير الفصل بين العاطف والمعطوف فلذلك قدر فعلا .
و
" إماما ورحمة " منصوبان على الحال من " كتاب موسى " سواء أقرئ رفعا أم نصبا .
والهاء في " به " يجوز أن تعود على " كتاب موسى " وهو أقرب مذكور . وقيل : بالقرآن ، وقيل :
بمحمد ، وكذلك الهاء في " به " .
والأحزاب : الجماعة التي فيها غلظة ، كأنهم لكثرتهم وصفوا بذلك ، ومنه وصف حمار الوحش بـ " حزابية " لغلظه . والأحزاب : جمع حزب وهو جماعة الناس .
و " المرية " بكسر الميم وضمها الشك ، لغتان أشهرهما الكسر ، وهي لغة أهل
الحجاز ، وبها قرأ جماهير الناس ، والضم لغة
أسد وتميم ، وبها قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14510السلمي nindex.php?page=showalam&ids=12004وأبو رجاء وأبو الخطاب السدوسي . و " وأولئك " إشارة إلى من كان على بينة ، جمع على معناها ، وهذا إن أريد بـ " من كان " النبي وصحابته ، وإن أريد هو وحده فيجوز أن يكون عظمه بإشارة الجمع كقوله :
[ ص: 302 ] 2644 - فإن شئت حرمت النساء سواكم وإن شئت لم أطعم نقاخا ولا بردا
و " موعده " اسم مكان وعده ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=144حسان رضي الله عنه :
2645 - أوردتموها حياض الموت ضاحية فالنار موعدها والموت ساقيها .
(18) والأشهاد جمع شاهد كصاحب وأصحاب ، أو جمع شهيد كشريف وأشراف .