آ . (13) قوله تعالى :
أن تذهبوا : فاعل " يحزنني " ، أي : يحزنني ذهابكم . وفي هذه الآية دلالة على أن المضارع المقترن بلام الابتداء لا يكون حالا ، والنحاة جعلوها من القرائن المخصصة للحال ، ووجه الدلالة أن " أن تذهبوا " مستقبل لاقترانه بحرف الاستقبال وهي " أن " ، وما في حيزها فاعل ،
[ ص: 452 ] فلو جعلنا "
ليحزنني " حالا لزم سبق الفعل لفاعله وهو محال . وأجيب عن ذلك بأن الفاعل في الحقيقة مقدر حذف هو وقام المضاف إليه مقامه ، والتقدير : ليحزنني توقع ذهابكم .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي nindex.php?page=showalam&ids=13723وابن هرمز وابن محيصن : " ليحزني " بالإدغام . وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي وحده " تذهبوا " بضم التاء من أذهب ، وهو كقوله :
تنبت بالدهن في قراءة من ضم التاء فتكون الباء زائدة أو حالية .
و
" الذئب " يهمز ولا يهمز ، وبعدم الهمزة قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14543السوسي nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي nindex.php?page=showalam&ids=17274وورش ، وفي الوقف لا يهمزه
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة ، قالوا : وهو مشتق من " تذاءبت الريح " : إذا هبت من كل جهة لأنه يأتي كذلك ، ويجمع على ذئاب وذؤبان وأذئب قال :
2752 - وأزور يمطو في بلاد بعيدة تعاوى به ذؤبانه وثعالبه
وأرض مذأبة : كثيرة الذئاب ، وذؤابة الشعر لتحركها وتقلبها ، من ذلك .
وقوله :
وأنتم عنه غافلون جملة حالية العامل فيها " يأكله " .