صفحة جزء
آ . (73) قوله تعالى : تالله : التاء حرف قسم ، وهي عند الجمهور بدل من واو القسم ، ولذلك لا تدخل إلا على الجلالة المقدسة أو الرب مضافا للكعبة أو الرحمن في قول ضعيف . ولو قلت : تالرحيم لم يجز . وهي فرع الفرع . هذا مذهب الجمهور ، وزعم السهيلي أنها أصل [ ص: 528 ] بنفسها ويلازمها التعجب غالبا كقوله تعالى : تالله تفتأ .

وقال ابن عطية : " والتاء في " تالله " بدل من واو ، كما أبدلت في " تراث " وفي " التوراة " وفي " التخمة " ، ولا تدخل التاء في القسم ، إلا في المكتوبة من أسماء الله تعالى وغيره ذلك ، لا تقول : تالرحمن ، وتالرحيم " . وقد عرفت أن السهيلي خالف في كونها بدلا من واو . وأما قوله : " وفي التوراة " يريد عند البصريين . وزعم بعضهم أن التاء فيها زائدة . وأما قوله : " إلا في المكتوبة " هذا هو المشهور . وقد تقدم دخولها على غير ذلك .

قوله : وما كنا سارقين يحتمل أن يكون جوابا للقسم ، فيكونون قد أقسموا على شيئين : نفي الفساد ونفي السرقة .

وقوله : ما جئنا يجوز أن يكون معلقا للعلم ، ويجوز أن يضمن العلم نفسه معنى القسم فيجاب بما يجاب القسم . وقيل : هذان الوجهان في قول الشاعر :


2811 - ولقد علمت لتأتين منيتي إن المنايا لا تطيش سهامها

التالي السابق


الخدمات العلمية