[ ص: 5 ] سورة الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
آ. (1) قوله تعالى:
تلك آيات : يجوز في "تلك" أن تكون مبتدأ، والخبر:
آيات الكتاب ، والمشار إليه آيات السورة. والمراد بالكتاب السورة. وقيل: إشارة إلى ما قص عليه من أنباء الرسل.
وهذه الجملة لا محل لها، إن قيل: إن
"المر" كلام مستقل، أو قصد به مجرد التنبيه، وفي محل رفع على الخبر إن قيل: إن "المر" مبتدأ، ويجوز أن تكون "تلك" خبرا لـ "المر"، و
آيات الكتاب بدل أو بيان. وقد تقدم تقرير هذا بإيضاح أول الكتاب، وأعدته....
قوله:
والذي أنزل يجوز فيه أوجه، أحدها: أن يكون مبتدأ، و "الحق"خبره. الثاني: أن يكون مبتدأ، و
من ربك خبره، وعلى هذا فـ "الحق" خبر مبتدأ مضمر، أي: هو الحق. الثالث: أن "الحق" خبر بعد خبر. الرابع: أن يكون
من ربك الحق كلاهما خبر واحد. قاله
[ ص: 6 ] nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء والحوفي. [وفيه بعد]; إذ ليس هو مثل "هذا حلو حامض".
الخامس: أن يكون "الذي" صفة لـ "الكتاب". قال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: وأدخلت الواو [في لفظه، كما أدخلت] في "النازلين" و "الطيبين". قلت: يعني أن الواو تكون داخلة على الوصف. وفي المسألة كلام يحتاج إلى تحقيق،
nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري [يجيز مثل ذلك، ويجعل أن] في ذلك تأكيدا، وسيأتي هذا أيضا إن شاء الله تعالى في الحجر، في قوله:
من قرية إلا ولها كتاب معلوم . وقوله: "في النازلين" و "الطيبين" يشير إلى بيت
الخرنق بنت هفان في قولها حين مدحت قومها:
2838 - لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة الجزر
النازلين بكل معترك والطيبين معاقد الأزر
فعطف "الطيبين" على "النازلين"، وهما صفتان لقوم معينين، إلا أن الفرق بين الآية والبيت واضح: من حيث إن البيت فيه عطف صفة على مثلها، والآية ليست كذلك.
[ ص: 7 ] وقال الشيخ شيئا يقتضي أن تكون مما عطف فيها وصف على مثله فقال: وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي أيضا أن يكون "والذي" في موضع رفع عطفا على "آيات"، وأجاز هو
nindex.php?page=showalam&ids=13365وابن عطية أن يكون "والذي" في موضع خفض، وعلى هذين الإعرابين يكون "الحق" خبر مبتدأ محذوف، أي: هو الحق، ويكون "والذي" مما عطف فيه الوصف على الوصف، وهما لشيء واحد، كما تقول: "جاءني الظريف والعاقل" وأنت تريد شخصا واحدا، ومن ذلك قول الشاعر:
2839 - إلى الملك القرم وابن الهمام وليث الكتيبة في المزدحم
قلت: وأين الوصف المعطوف عليه حتى يجعله مثل البيت الذي أنشده؟
السادس: أن يكون "الذي" مرفوعا نسقا على "آيات" كما تقدمت حكايته عن
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي. وجوز
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي أيضا أن يكون "الحق" نعتا لـ "الذي" حال عطفه على:
آيات الكتاب .
وتلخص في
"الحق" خمسة أوجه، أحدها: أنه خبر أول أو ثان أو هو مع ما قبله، أو خبر لمبتدأ مضمر، أو صفة لـ "الذي" إذا جعلناه معطوفا على
"آيات".