آ. (8) قوله تعالى:
الله يعلم : يجوز في الجلالة وجهان، أحدهما: أنها خبر مبتدأ مضمر، [أي: هو الله، وهذا] على قول من فسر هاديا بأنه هو الله تعالى، فكأن هذه الجملة تفسير له، وهذا عنى
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري بقوله: وأن يكون المعنى: هو الله تفسيرا لهاد على الوجه الأخير، ثم ابتدأ
[ ص: 22 ] فقال: "يعلم". والثاني: أن الجلالة مبتدأ و "يعلم" خبرها، وهو كلام مستأنف مستقل.
قال الشيخ: "ويعلم هنا متعدية إلى واحد، لأنه لا يراد هنا النسبة، إنما المراد تعلق العلم بالمفردات". قلت: وإذا كانت كذلك كانت عرفانية، وقد قدمت أنه لا ينبغي أن يجوز نسبة هذا إلى الله تعالى، وحققته فيما تقدم، فعليك باعتباره في موضعه من سورة الأنفال.
قوله:
ما تحمل : "ما" تحتمل ثلاثة أوجه، أحدها: أن تكون موصولة اسمية، والعائد محذوف، أي: ما تحمله. والثاني: أن تكون مصدرية فلا عائد. والثالث: أن تكون استفهامية، وفي محلها وجهان، أحدهما: أنها في محل رفع بالابتداء، و "تحمل" خبره، والجملة معلقة للعلم. والثاني: أنها في محل نصب بـ "تحمل" قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء، وهو أولى، لأنه لا يحوج إلى حذف عائد، ولا سيما عند البصريين فإنهم لا يجيزون "زيد ضربت"، ولم يذكر الشيخ غير هذا، ولم يتعرض لهذا الاعتراض.
و "ما" في قوله: "وما تغيض... وما تزداد" محتملة للأوجه المتقدمة. وغاض وزاد سمع تعديهما ولزومهما، فلك أن تدعي حذف العائد على القول بتعديهما، وأن تجعلها مصدرية على القول بمصدرهما.
قوله: "عنده" يجوز أن يكون مجرور المحل صفة لشيء، أو مرفوعه
[ ص: 23 ] صفة لـ "كل"، أو منصوبه لقوله "بمقدار" أو ظرفا للاستقرار الذي تعلق به الجار لوقوعه خبرا.