آ. (12) قوله تعالى:
خوفا وطمعا : يجوز أن يكونا مصدرين ناصبهما محذوف، أي: يخافون خوفا ويطمعون طمعا. ويجوز أن يكونا مصدرين في موضع نصب على الحال، وفي صاحب الحال حينئذ وجهان، أحدهما: أنه مفعول "يريكم" الأول، أي: خائفين طامعين، أي: تخافون صواعقه، وتطمعون في مطره، كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=15155المتنبي: 2846 - فتى كالسحاب الجون يخشى ويرتجى يرجى الحيا منها وتخشى الصواعق
[ ص: 31 ] والثاني: أنه البرق، أي: يريكموه حال كونه ذا خوف وطمع، أو هو في نفسه خوف وطمع على المبالغة، والمعنى كما تقدم. ويجوز أن يكون مفعولا من أجله، ذكره أبو البقاء، ومنعه
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري بعدم اتحاد الفاعل، يعني أن فاعل الإرادة وهو الله تعالى غير فاعل الخوف والطمع وهو ضمير المخاطبين، فاختلف فاعل الفعل المعلل وفاعل العلة. وهذا يمكن أن يجاب عنه: بأن المفعول في قوة الفاعل، فإن معنى "يريكم" يجعلكم رائين، فتخافون وتطمعون، ومثله في المعنى قول
nindex.php?page=showalam&ids=8572النابغة الذبياني: 2847 - وحلت بيوتي في يفاع ممنع تخال به راعي الحمولة طائرا
حذارا على أن لا تنال مقادتي ولا نسوتي حتى يمتن حرائرا
ف "حذارا" مفعول من أجله، وفاعله هو المتكلم، والفعل المعلل الذي هو "حلت" فاعله "بيوتي"، فقد اختلف الفاعل. قالوا: لكن لما كان التقدير: وأحللت بيوتي حذارا صح ذلك.
وقد جوز
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ذلك أيضا على حذف مضاف فقال: "إلا على تقدير حذف المضاف، أي: إرادة خوف وطمع". وجوزه أيضا على أن بعض المصادر ناب عن بعض، يعني: أن الأصل: يريكم البرق إخافة وإطماعا; فإن المرئي والمخيف والمطمع هو الله تعالى، وناب "خوف" عن
[ ص: 32 ] إخافة، و "طمع" عن إطماع نحو:
أنبتكم من الأرض نباتا ، على أنه قد ذهب جماعة منهم
nindex.php?page=showalam&ids=13110ابن خروف إلى أن اتحاد الفاعل ليس بشرط.