[ ص: 62 ] آ. (43) قوله تعالى:
ومن عنده : العامة [على فتح ميم] "من"، وهي موصولة، وفي محلها أوجه، أحدها: أنها مجرورة المحل نسقا على لفظ الجلالة، أي: بالله وبمن عنده علم الكتاب
nindex.php?page=showalam&ids=106كعبد الله بن سلام ونحوه. والثاني: أنها في محل رفع عطفا على محل [الجلالة، إذ هي] فاعلة، والباء زائدة فيها. الثالث: أن يكون مبتدأ، وخبره محذوف، أي: ومن عنده علم الكتاب أعدل وأمضى قولا.
و
عنده علم الكتاب يجوز أن يكون الظرف صلة، و "علم" فاعل به. واختاره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وتقدم تقريره، وأن يكون مبتدأ وما قبله الخبر، والجملة صلة لـ "من".
والمراد بمن عنده علم الكتاب: إما
ابن سلام أو
جبريل أو الله تعالى. قال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: "ويعترض هذا القول بأن فيه عطف الصفة على الموصوف ولا يجوز، وإنما تعطف الصفات". واعترض الشيخ عليه بأن "من" لا يوصف بها
[ ص: 63 ] ولا بغيرها من الموصولات إلا ما استثني، وبأن عطف الصفات بعضها على بعض لا يجوز إلا بشرط الاختلاف.
قلت:
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية إنما عنى الوصف المعنوي لا الصناعي، وأما شرط الاختلاف فمعلوم.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=34وأبي nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16584وعكرمة nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير وعبد الرحمن بن أبي بكرة nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك وابن أبي إسحاق nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد في خلق كثير: "ومن عنده علم الكتاب" جعلوا "من" حرف جر، و "عنده" مجرور بها، وهذا الجار هو خبر مقدم، و "علم" مبتدأ مؤخر. وقرأ
علي أيضا
nindex.php?page=showalam&ids=14102والحسن وابن السميفع: ومن عنده علم الكتاب يجعلون "من" جارة، و "علم" مبنيا للمفعول، و "الكتاب" رفع به. وقرئ كذلك إلا أنه بتشديد "علم". والضمير في "عنده" على هذه القراءات لله تعالى فقط. وقرئ أيضا "وبمن" بإعادة الباء الداخلة على الجلالة.
[تمت بحمد الله] ***
[ ص: 64 ]