آ. (13) و
لنخرجنكم : جواب قسم مقدر، كقوله: "ولنصبرن".
قوله:
أو لتعودن في "أو" ثلاثة أوجه، أحدها: أنها على بابها من كونها لأحد الشيئين. والثاني: أنها بمعنى "حتى". والثالث: أنها بمعنى "إلا"، كقولهم: "لألزمنك أو تقضيني حقي". والقولان الأخيران مردودان; إذ
[ ص: 77 ] لا يصح تركيب "حتى" ولا تركيب "إلا" مع قوله
"لتعودن" بخلاف المثال المتقدم.
والعود هنا: يحتمل أن يكون على بابه، أي: لترجعن. و
في ملتنا متعلق به، وأن يكون بمعنى الصيرورة، فيكون الجار في محل نصب خبرا لها، ولم يذكر
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري غيره. قال: فإن قلت: كأنهم على ملتهم حتى يعودوا فيها. قلت: معاذ الله، ولكن العود بمعنى الصيرورة، وهو كثير في كلام العرب كثرة فاشية، لا تكاد تسمعهم يستعملون "صار"، ولكن "عاد": ما عدت أراه، عاد لا يكلمني، ما عاد لفلان مال، أو خاطبوا به كل رسول ومن آمن به، فغلبوا في الخطاب الجماعة على الواحد. فقوله: "أو خاطبوا" إلى آخره هو الوجه الأول بالتأويل المذكور، وهو تأويل حسن.
قوله:
لنهلكن جواب قسم مضمر، وذلك القسم وجوابه فيه وجهان، أحدهما: أنه على إضمار القول، أي: قال: لنهلكن. والثاني: أنه أجرى الإيحاء مجرى القول لأنه ضرب منه.
وقرأ
أبو حيوة "ليهلكن"، و "ليسكننكم" بياء الغيبة مناسبة لقوله "ربهم".