آ. (16)
من ورائه جهنم : جملة في محل جر صفة لـ
"جبار". ويجوز أن تكون الصفة وحدها الجار، و
"جهنم" فاعل به. وقوله:
"ويسقى" صفة معطوفة على الصفة قبلها، جملة فعلية على اسمية. وإن جعلت الصفة من الجار وحده، وعلقته بفعل كان من عطف فعلية على فعلية. وقيل: عطف على محذوف، أي: يلقى فيها ويسقى.
و "وراء" هنا على بابها. وقيل: بمعنى "أمام" فهو من الأضداد، وهذا عنى
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري بقوله: "من بين يديه" وأنشد:
2871 - عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب
وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة وقطرب وابن جرير. وقال الآخر في
[ ص: 80 ] ذلك:
2872 - أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا
أي: قدامي. وقال آخر:
2873 - أليس ورائي إن تراخت منيتي لزوم العصا تحنى عليها الأصابع
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب: "هو اسم لما توارى عنك، سواء كان خلفك أم قدامك".
قوله:
من ماء صديد في
"صديد" ثلاثة أوجه. أحدها: أنه نعت لـ
"ماء" وفيه تأويلان، أحدهما: أنه على حذف أداة التشبيه، أي: ماء مثل صديد، وعلى هذا فليس الماء الذي يشربونه صديدا، بل مثله. والثاني: أن الصديد لما كان يشبه الماء أطلق عليه ماء، وليس هو ماء حقيقة، وعلى هذا فيكونون يشربون نفس الصديد المشبه للماء. وهو قول
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية. وإلى كونه صفة ذهب الحوفي وغيره. وفيه نظر; إذ ليس بمشتق، إلا على من فسره بأنه صديد بمعنى مصدود، أخذه من الصد، فكأنه لكراهيته مصدود عنه، أي: يمتنع عنه كل أحد.
الثاني: أنه عطف بيان، وإليه ذهب
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وليس مذهب البصريين جريانه في النكرات، إنما قال به الكوفيون، وتبعهم
nindex.php?page=showalam&ids=12095الفارسي أيضا.
الثالث: أن يكون بدلا. وأعرب
nindex.php?page=showalam&ids=12095الفارسي "زيتونة" من قوله:
يوقد من شجرة مباركة زيتونة [ ص: 81 ] عطف بيان أيضا.
والصديد: ماء يسيل من أجساد أهل النار. وقيل: ما حال بين الجلد واللحم من القيح.