[ ص: 112 ] آ. (37) قوله تعالى:
من ذريتي : يجوز أن يكون المفعول محذوفا، وهذا الجار صفته، أي: أسكنت ذرية من ذريتي. ويجوز أن تكون "من" مزيدة عند
nindex.php?page=showalam&ids=13674الأخفش.
قوله:
"بواد"، أي: في واد، نحو: هو
بمكة.
قوله:
عند بيتك يجوز أن يكون صفة لـ "واد". وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "ويجوز أن يكون بدلا منه"، يعني أنه يكون بدل بعض من كل، لأن الوادي أعم من حضرة البيت. وفيه نظر، من حيث إن
"عند" لا تتصرف.
قوله:
"ليقيموا" يجوز أن تكون هذه اللام لام أمر، وأن تكون لام علة. وفي متعلقها حينئذ وجهان، أحدهما: أنها متعلقة بـ
"أسكنت" وهو ظاهر، ويكون النداء معترضا. الثاني: أنها متعلقة بـ "اجنبني"، أي: اجنبهم الأصنام ليقيموا، وفيه بعد.
قوله:
أفئدة من الناس العامة على "أفئدة" جمع "فؤاد" كغراب وأغربة. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=17246هشام عن
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر بياء بعد الهمزة، فقيل: إشباع، كقوله:
2895 - ... ... ... ... يحبك عظم في التراب تريب
[ ص: 113 ] أي: ترب، وكقوله:
2896 - أعوذ بالله من العقراب الشائلات عقد الأذناب
وقد طعن جماعة على هذه القراءة وقالوا: الإشباع من ضرائر الشعر فكيف يجعل في أفصح كلام؟ وزعم بعضهم أن
هشاما إنما قرأ بتسهيل الهمزة بين بين، فظنها الراوي زيادة ياء بعد الهمزة، قال: "كما توهم عن
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبي عمرو واختلاسه في "بارئكم" و "يأمركم" أنه سكن". وهذا ليس بشيء فإن الرواة أجل من هذا.
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15948زيد بن علي: "إفادة" بزنة "رفادة"، وفيها وجهان، أحدهما: أن يكون مصدرا لأفاد كأقام إقامة، أي: ذوي إفادة، وهم الناس الذين ينتفع بهم. والثاني: أن يكون أصلها "وفادة" فأبدلت الواو همزة نحو: إشاح وإعاء.
وقرأت
أم الهيثم "أفودة" بواو مكسورة، وفيها وجهان، أحدهما: أن يكون جمع "فواد" المسهل: وذلك أن الهمزة المفتوحة المضموم ما قبلها يطرد قلبها واوا نحو: جون، ففعل في "فؤاد" المفرد ذلك، فأقرت في الجمع على حالها. والثاني: قال صاحب "اللوامح": "هي جمع وفد". قلت: فكان ينبغي أن يكون اللفظ "أوفدة" بتقديم الواو، إلا أن يقال: إنه
[ ص: 114 ] جمع "وفدا" على "أوفدة" ثم قلبه فوزنه أعفلة، كقولهم: آرام في أرآم وبابه، إلا أنه يقل جمع فعل على أفعلة نحو: نجد وأنجدة، ووهي وأوهية. وأم الهيثم امرأة نقل عنها شيء من اللغة.
وقرئ: "آفدة" بزنة ضاربة، وهي تحتمل وجهين، أحدهما: أن تكون مقلوبة من أفئدة بتقديم الهمزة على الفاء فقلبت الهمزة ألفا، فوزنها أعفلة كآرام في أرآم.
والثاني: أنها اسم فاعل من أفد يأفد، أي: قرب ودنا، والمعنى: جماعة آفدة، أو جماعات آفدة.
وقرئ: "آفدة" بالقصر، وفيها وجهان أيضا، أحدهما: أن يكون اسم فاعل على فعل كفرح فهو فرح. والثاني: أن تكون محففة من "أفئدة". بنقل حركة الهمزة إلى الساكن قبلها، وحذف الهمزة.
و "من الناس" في "من" وجهان، أحدهما: أنها لابتداء الغاية. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : ويجوز أن تكون "من" لابتداء الغاية كقولك: "القلب مني سقيم" تريد: قلبي، كأنه قيل: أفئدة ناس، وإنما نكرت المضاف في هذا التمثيل لتنكير "أفئدة" لأنها في الآية نكرة، ليتناول بعض الأفئدة. قال الشيخ: "ولا يظهر كونها للغاية; لأنه ليس لنا فعل يبتدأ فيه بغاية ينتهي إليها، إذ لا يصح جعل ابتداء الأفئدة من الناس".
[ ص: 115 ] والثاني: أنها للتبعيض، وفي التفسير: لو لم يقل "من الناس" لحج الناس كلهم.
قوله: "تهوي" هذا هو المفعول الثاني للجعل. والعامة "تهوي" بكسر العين بمعنى: تسرع وتطير شوقا إليهم. قال:
2897 - وإذا رميت به الفجاج رأيته يهوي مخارمها هوي الأجدل
وأصله أن يتعدى باللام، كقوله:
2898 - حتى إذا ما هوت كف الغلام لها طارت وفي كفه من ريشها بتك
وإنما عدي بـ "إلى" لأنه ضمن معنى "تميل"، كقوله:
2899 - تهوي إلى مكة تبغي الهدى ما مؤمن الجن كأنجاسها
وقرأ أمير المؤمنين
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=15948وزيد بن علي ومحمد بن علي وجعفر بن محمد nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد بفتح الواو، وفيه قولان، أحدهما: أن "إلى" زائدة، أي: تهواهم. والثاني: أنه ضمن معنى تنزع وتميل، ومصدر الأول على "هوي"، كقوله:
[ ص: 116 ] 2900 - ... ... ... ... يهوي مخارمها هوي الأجدل
والثاني على "هوى". وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء: "معناهما متقاربان إلا أن هوى يعني بفتح الواو - متعد بنفسه، وإنما عدي بإلى حملا على تميل".
وقرأ
مسلمة بن عبد الله: "تهوى" بضم التاء وفتح الواو مبنيا للمفعول من "أهوى" المنقول من "هوي" اللازم، أي: يسرع بها إليهم.