آ. (94) قوله تعالى:
فاصدع : أصل الصدع: الشق: صدعته فانصدع، أي: شققته فانشق، ومنه التفرقة أيضا كقوله:
يومئذ يصدعون .
[ ص: 184 ] وقال:
2955 - ... ... ... ... كأن بياض غرته صديع
والصديع: ضوء الفجر لانشقاق الظلمة عنه، ومعنى
"فاصدع": فافرق بين الحق والباطل وافصل بينهما. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14343الراغب: "الصدع شق في الأجسام الصلبة كالزجاج والحديد، وصدعته بالتشديد فتصدع، وصدعته بالتخفيف فانصدع، وصداع الرأس منه لتوهم الانشقاق فيه، وصدعت الفلاة، أي: قطعتها" من ذلك، كأنه توهم تفريقها.
و "ما" في
"بما تؤمر" مصدرية أو بمعنى الذي، والأصل: تؤمر به، وهذا الفعل يطرد حذف الجار معه، فحذف العائد فصيح، وليس هو كقولك: "جاء الذي مررت" ونحوه:
2956 - أمرتك الخير فافعل ما أمرت به ... ... ... ...
والأصل: بالخير. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : "ويجوز أن تكون "ما" مصدرية، أي: بأمرك، مصدر من المبني للمفعول". انتهى. وهو كلام صحيح. ونقل الشيخ عنه أنه قال: "ويجوز أن يكون المصدر يراد به "أن"
[ ص: 185 ] والفعل المبني للمفعول". ثم قال الشيخ: "والصحيح أن ذلك لا يجوز". قلت: الخلاف إنما في المصدر المصرح به: هل يجوز أن ينحل لحرف مصدري وفعل مبني للمفعول أم لا يجوز ذلك؟ خلاف مشهور، أما أن الحرف المصدري هل يجوز فيه أن يوصل بفعل مبني للمفعول نحو: "يعجبني أن يكرم عمرو" أم لا يجوز؟ فليس محل النزاع.
[انتهت سورة الحجر] ***
[ ص: 186 ]