آ. (14) قوله تعالى:
منه لحما : يجوز في
"منه" تعلقه بـ
"لتأكلوا"، وأن يتعلق بمحذوف لأنه حال من النكرة بعده. و "من" لابتداء الغاية أو للتبعيض، ولا بد من حذف مضاف، أي: من حيوانه.
و
"طريا" فعيل من طرو يطرو طراوة كسرو يسرو سراوة. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: "بل يقال: طري يطرى طراوة وطراء مثل: شقي يشقى شقاوة وشقاء". والطراوة ضد اليبوسة، أي: غضا جديدا. ويقال: الثياب المطراة. والإطراء: مدح تجدد ذكره، وأما "طرأ" بالهمز فمعناه طلع.
قوله:
"حلية": "الحلية": اسم لما يتحلى به، وأصلها الدلالة على الهيئة كالعمة والخمرة. و
"تلبسونها" صفة. و
"منه" يجوز فيه ما جاز في "منه" قبله. وقوله: "ترى" جملة معترضة بين التعليلين وهما
"لتأكلوا" و "لتبتغوا " ، وإنما كانت اعتراضا لأنها خطاب لواحد بين خطابين لجمع.
قوله:
"فيه" يجوز أن يتعلق بـ "ترى"، وأن يتعلق بـ "مواخر" لأنها
[ ص: 201 ] بمعنى شواق، وأن يتعلق بمحذوف لأنه حال من "مواخر"، أو من الضمير المستكن فيه.
و
"مواخر" جمع ماخرة، والمخر: الشق، يقال: مخرت السفينة البحر، أي: شقته، تمخره مخرا ومخورا. ويقال للسفن: بنات مخر وبخر بالميم، والباء بدل منها. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: "هو صوت جري الفلك". وقيل: صوت شدة هبوب الريح. وقيل: "بنات مخر" لسحاب ينشأ صيفا، وامتخرت الريح واستمخرتها، أي: استقبلتها بأنفك. وفي الحديث:
nindex.php?page=hadith&LINKID=72146 "استمخروا الريح، وأعدوا النبل" يعني في الاستنجاء، والماخور: الموضع الذي يباع فيه الخمر. و "ترى" هنا بصرية فقط.
قوله:
"ولتبتغوا" فيه ثلاثة أوجه: عطفه على
"لتأكلوا"، وما بينهما اعتراض - كما تقدم - وهذا هو الظاهر. ثانيها: أنه عطف على علة محذوفة تقديره: لتنتفعوا بذلك ولتبتغوا، ذكره ابن الأنباري، ثالثها: أنه متعلق بفعل محذوف، أي: فعل ذلك لتبتغوا، وفيهما تكلف لا حاجة إليه.