آ. (44) قوله تعالى:
بالبينات : فيه ثمانية أوجه، أحدها: أنه متعلق بمحذوف على أنه صفة ل
"رجالا" فيتعلق بمحذوف، أي: رجالا ملتبسين بالبينات، أي: مصاحبين لها. وهو وجه حسن ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري لا محذور فيه. الثاني: أنه متعلق ب
"أرسلنا" ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري وغيرهما، وبه بدأ
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري قال: يتعلق ب
"أرسلنا" داخلا تحت حكم الاستثناء مع
"رجالا"، أي: وما أرسلنا إلا رجالا بالبينات كقولك: "وما ضربت إلا زيدا بالسوط"; لأن أصله: ضربت زيدا بالسوط. وضعفه
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء بأن ما قبل "إلا" لا يعمل فيما بعدها إذا تم الكلام على "إلا" وما يليها. قال: وإلا أنه قد جاء في الشعر:
2971 - نبئتهم عذبوا بالنار جارتهم ولا يعذب إلا الله بالنار
قال الشيخ: وما أجازه
nindex.php?page=showalam&ids=14183الحوفي nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري لا يجيزه البصريون،
[ ص: 223 ] إذ لا يجيزون أن يقع بعد "إلا" إلا مستثنى أو مستثنى منه أو تابع لذلك، وما ظن بخلافه قدر له عامل. وأجاز
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي أن يليها معمول ما قبلها مرفوعا ومنصوبا ومخفوضا، نحو: ما ضرب إلا عمرا زيد، وما ضرب إلا زيد عمرا وما مر إلا زيد بعمرو، ووافقه
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري في المرفوع،
nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش في الظرف وعديله، فما لاقاه يتمشى على قول
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي nindex.php?page=showalam&ids=13674والأخفش.
الثالث: أنه يتعلق بأرسلنا أيضا، إلا أنه على نية التقديم قبل أداة الاستثناء تقديره: وما أرسلنا من قبلك بالبينات والزبر إلا رجالا، حتى لا يكون ما بعد "إلا" معمولين متأخرين لفظا ورتبة داخلين تحت الحصر لما قبل "إلا"، حكاه
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية.
الرابع: أنه متعلق ب
"نوحي" كما تقول: "أوحي إليه بحق"، ذكره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري nindex.php?page=showalam&ids=14803وأبو البقاء. الخامس: أن الباء مزيدة في "بالبينات" وعلى هذا فيكون "بالبينات" هو القائم مقام الفاعل لأنها هي الموحاة. السادس: أن الجار متعلق بمحذوف على أنه حال من القائم مقام الفاعل، وهو "إليهم"
[ ص: 224 ] ذكرهما
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبو البقاء، وهما ضعيفان جدا معنى وصناعة.
السابع: أن يتعلق ب
"لا تعلمون" على أن الشرط في معنى التبكيت والإلزام، كقول الأجير: "إن كنت عملت لك فأعطني حقي". قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وقوله: "فاسألوا أهل" اعتراض على الوجوه المتقدمة، ويعني بقوله: "فاسألوا" الجزاء وشرطه، وأما على الوجه الأخير فعدم الاعتراض واضح.
الثامن: أنه متعلق بمحذوف جوابا لسؤال مقدر، كأنه قيل: بم أرسلوا؟ فقيل: أرسلوا بالبينات والزبر. كذا قدره
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري ، وهو أحسن من تقدير
nindex.php?page=showalam&ids=14803أبي البقاء: "بعثوا"، لموافقته للدال عليه لفظا ومعنى.