آ. (14) قوله تعالى:
اقرأ : على إضمار القول، أي: يقال له: اقرأ، وهذا القول: إما صفة أو حال كما في الجملة قبله.
قوله:
كفى بنفسك فيه ثلاثة أوجه، المشهور عند المعربين: أن "كفى" فعل ماض، والفاعل هو المجرور بالباء، وهي فيه مزيدة، ويدل عليه أنها إذا حذفت ارتفع، كقوله:
3038 - ويخبرني عن غائب المرء هديه كفى الهدي عما غيب المرء مخبرا
وقول الآخر:
3039 - ... ... ... ... كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
وعلى هذا فكان ينبغي أن يؤنث الفعل لتأنيث فاعله، وإن كان مجرورا كقوله:
ما آمنت قبلهم من قرية و
وما تأتيهم من آية . وقد يقال: إنه جاء على أحد الجائزين فإن التأنيث مجازي. والثاني: أن الفاعل ضمير المخاطب، و "كفى" على هذا اسم فعل أمر، أي: اكتف، وهو ضعيف لقبول "كفى" علامات الأفعال. الثالث: أن فاعل "كفى" ضمير يعود على
[ ص: 325 ] الاكتفاء، وقد تقدم الكلام على هذا مستوفى. و
"اليوم" نصب ب "كفى".
قوله:
"حسيبا" فيه وجهان، أحدهما: أنه تمييز. قال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري : وهو بمعنى حاسب، كضريب القداح بمعنى ضاربها، وصريم بمعنى صارم، ذكرهما
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه، و "على" متعلقة به من قولك: حسب عليه كذا، ويجوز أن يكون بمعنى الكافي ووضع موضع الشهيد، فعدي ب "على" لأن الشاهد يكفي المدعي ما أهمه. فإن قلت: لم ذكر "حسيبا"؟ قلت: لأنه بمنزلة الشاهد والقاضي والأمين، وهذه الأمور يتولاها الرجال فكأنه قيل: كفى بنفسك رجلا حسيبا، ويجوز أن تتأول النفس بمعنى الشخص، كما يقال: ثلاثة أنفس. قلت: ومنه قول الشاعر:
3040 - ثلاثة أنفس وثلاث ذود لقد جار الزمان على عيالي
والثاني: أنه منصوب على الحال، وذكر لما تقدم. وقيل: حسيب بمعنى محاسب كخليط وجليس بمعنى: مخالط ومجالس.