صفحة جزء
آ. (52) قوله تعالى: يوم يدعوكم : فيه أوجه: أحدها: أنه بدل من "قريبا"، إذا أعربنا "قريبا" ظرف زمان كما تقدم. الثاني: أنه منصوب ب "يكون" قاله أبو البقاء، وهذا عند من يجيز إعمال الناقصة في الظرف، وإذا جعلناها تامة فهو معمول لها عند الجميع. الثالث: أنه منصوب بضمير المصدر الذي هو اسم "يكون" أي: عسى أن يكون العود يوم يدعوكم. وقد منعه أبو البقاء قال: "لأن الضمير لا يعمل"، يعني عند البصريين، وأما الكوفيون فيعملون ضمير المصدر كمظهره، فيقولون: "مروري بزيد حسن، وهو بعمرو قبيح" وعندهم متعلق ب "هو" لأنه ضمير المرور، وأنشدوا قول زهير على ذلك:

[ ص: 370 ]

3075 - وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم

ف "هو" ضمير المصدر، وقد تعلق به الجار بعده، والبصريون يؤولونه. الرابع: أنه منصوب بفعل مقدر، أي: اذكر يوم يدعوكم. الخامس: أنه منصوب بالبعث المقدر، قالهما أبو البقاء.

قوله: "بحمده" فيه قولان، أحدهما: أنها حال، أي: تستجيبون حامدين، أي: منقادين طائعين. والثاني: أنها متعلقة ب "يدعوكم" قاله أبو البقاء وفيه قلق.

قوله: إن لبثتم : "إن" نافية، وهي معلقة للظن عن العمل، وقل من يذكر "إن" النافية، في أدوات تعليق هذا الباب. و "قليلا" يجوز أن يكون نعت زمان، أو مصدر محذوف، أي: إلا زمانا قليلا، أو إلا لبثا قليلا.

التالي السابق


الخدمات العلمية